لقد تبين أن المبنى يمكن أن يبدأ بالتشقق في وقت مبكر أثناء مرحلة البناء، ويشرح لنا سميثسونيان ماج المزيد عن هذا قائلا: "إن هذا الابتكار يمكن أن يحل مشكلة عميقة بخصوص الخرسانة ومواد البناء الأكثر شيوعا في العالم. فالخرسانة في كثير من الأحيان تتشقق خلال عملية البناء، ويوضح جونكرز أن هذه الشقوق الصغيرة لا تؤثر فوراً على السلامة الهيكلية للمبنى، بل تسبب بعض المشاكل كالتسرب، وبالتالي تآكل الصلب والخرسانة، مما يؤدي إلى الانهيار .. ولكن -مع تكنولوجيا الشفاء الذاتي- سيتم لحم الشقوق مباشرةً، درءاً للتسرب في المستقبل، مما سيوفر مالا أكثر". ووفقا لجونكرز، فإن البكتيريا يمكنها أن تبقى في سبات في الخرسانة لمدة 200 سنة مع الحفاظ على فاعليتها عند ملامستها للرطوبة.
ومن المحتمل أن يكون اكتشاف جونكرز نقطة تحول بالنسبة لصناعة الخرسانة الكربونية، إذ تفيد بعض التقديرات أن ما يصل إلى %10 من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون في جميع أنحاء العالم كانت بسبب إنتاج الخرسانة. فمن الناحية النظرية، خرسانة جونكرز الحيوية ستساعد في إطالة عمر المباني الخرسانية وتجنب عمليات إعادة البناء واسعة النطاق.
مثل العديد من التقنيات الجديدة، الخرسانة الحيوية ستكون مكلفة للغاية، حيث تبلغ كلفتها بين 33-44 دولار للمتر المربع. ولهذا السبب تم اختبارها على نطاق ضيق فقط .. لكن وفقاً لسميثسونيان، فإن جونكرز يعمل على إصدار بدائلَ أرخص. حاليا، ورغم إصدار الخرسانة الخارقة إلا أننا ما زلنا نشهد صدوعاً في الانسانية. لذا، وفي غضون ذلك، أقول أنه يجب أن نغتنم فرصتنا مع هذه الخرسانة الحيوية المرتقبة.